سيد الفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيد الفنون

منتدى يعنى بشؤون الفنون المسرحية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات سيد الفنون...تعنى بشؤون الفنون المسرحية...نتمى لكم اجمل وامتع الاوقات

 

 مونودراما .. إيقاعات الماريمبا .. لمحمود الشرقاوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود الشرقاوي




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 20/07/2010

مونودراما .. إيقاعات الماريمبا .. لمحمود الشرقاوي Empty
مُساهمةموضوع: مونودراما .. إيقاعات الماريمبا .. لمحمود الشرقاوي   مونودراما .. إيقاعات الماريمبا .. لمحمود الشرقاوي Icon_minitimeالسبت أغسطس 07, 2010 1:24 am

مونودراما





إيقاعات الماريمبا
MARIMBA RHYTHMS
لــ
محمود الشرقاوي




مقدمة : قد نقضي أسعد ساعات العمر في انتظار سعادة قادمة إلينا ، فإن لم تأتي نكون قد ارتشفنا لذة الحياة في انتظارها ، و إن هي أتت نكون قد اكتسبنا التوازن و النضج لاستقبالها ...










الشخصية : شاب يقضي ليلته منتظرا ، قلق ، متوتر ، عصبي ، لن يجعله الانتظار كذلك طويلا ...









الزمان : منتصف القرن الماضي ، حيث الكلاسيكيات الجميلة قبل أن تشوه

المكان : حجرة طعام بمنزل ، شاهدة على وجود زمن جميل في وقت ما



المنظر : حجرة طعام في منزل ، يبدو الأثاث مرتب ، من النافذة تبدو أرجوحة في حديقة المنزل ، توجد مائدة طعام عليها أطباق مغطاة , و شمعتان غير مشتعلتين و شماعة و قطع أثاث أخرى .

المشهد الأول : إنارة بيضاء ، يُسمع مؤثر كدقات الساعة بصوت عالٍ ،
يدخل الشـاب و هو بحالة متوترة , يلبـس الـ ( روب ) الخاص بالمنزل , يقطع المسرح ذهابأ ومجيئاً بحالة من التوتر ، يوقع أحد الكراسي يحاول أن يعيده فيتردد في ذلك فترة غير قصيرة ، أخيرا يقرر أن يعيده إلى وضعه , يسمع رنين الهاتف , فيجيب .

الشخصية : مرحباً .. ماذا تريد ؟ .. ألم أقل لك أن تلغي كل التزاماتي الليلة ؟! .. ألا يمكنني الاعتماد عليك أبداً ؟! .. ماذا ؟ ..السندات .. حسناً حسناً .. سآتي حالاً مع السلامة (يغلق الهاتف , و يستعد لخلع الـ ( روب ) و لكنه يغير رأيه فجأة ويدير قرص الهاتف , و على وجهه ملامح قلق و توتر و غضب تصاحبه طوال المشهد الأول ) اسمع .. لن آتي .. وقع السندات بدلاً عني بتاريخ السنة الجديدة نعم ألف و تسع مئة و سبع و خمسون .. و الغ كل المواعيد و الالتزامات .. ماذا ؟ العملاء ؟ حسناً لا لا .. لن آتي مع السلامة ( يغلق الهاتف ) .. لماذا لم تأتي إلى الآن ؟ لم تفعلها من قبل ! إنها تعلم أنني لا أطيق لحظات الانتظار ، إنها دائما تحملني ما لا أطيق ، عندما تتأخر فإنها تتأخر عن أهم المواعيد ، أظن أنها تحس بأني سأطلب الزواج منها الليلة .. ( يجلس ) تلك الفتاة العاطفية ، إن محبوبتي البتول لا تبالي بتعبي لجعل حياتي و حياتها أفضل ( يقوم ، يقطع المسرح ذهابا و مجيئا بسرعة مع ( فليشر ) فترة غير قصيرة ، يتوقف الفليشر و يظهر جالسا على أحد الكراسي ، تستمر دقات الساعة بتوتر أعلى )

الشخصية : ( يصرخ بغضب ) لماذا تتأخر ؟ هل يهمها أمر فرقتها الموسيقية تلك أكثر مني ؟ هل تفضل علي زملاءها الموسيقيين بآلاتهم الغريبة تلك ؟! هل تفضل علي تلك الآلة التي تعزف عليها ؟! آلة الـ ..
( يفكر ) آلة الممـ ... البمبـ ... ( يقف بغضب ) الآلة الغريبة . ( يهدأ قليلا ) لماذا تظنني تلك الفتاة بلا مشاعر ؟ ألا تعرف أنني أحبها ؟ ألا تراني ألبس مثلما تحب ؟ آكل ما تحب ؟ أؤثث منزلي كيف ما اتفق مع هواها ؟! ألا تقدر جمعي للمال من أجل مستقبلنا ؟ ماذا أفعل أكثر من ذلك ؟ فليس لدي وقت لإرسال وردة مع بطاقة حب كل صباح ! كما أن معجمي خالي من تلك اللغة الشاعرية و لساني يعجز عن أن ينطق بالغزل الساحر
( بسرعة و انفعال ) لا أعرف الغناء ، لا أملك ربطة عنق حمراء ، لا يمكنني رسم الموناليزا ، لا أستطيع أن التقط لحظة الغروب بـ ( كاميرا ) فوتوغرافية ، لا أصلح أن أكون الـ ( المايسترو ) للفرقة التي تعمل بها !
( يهدأ ) إنني حتى لا أجيد الرقص و هي لا تكف عن طلبها مراقصتي
( تسمع موسيقى متوترة فيما يحاول الرقص و كأنه يراقص فتاة و لكنه يتشنج و يصير جسده و كأنه من خشب ، تتوقف الموسيقى مع صرخته )

الشخصية : ( يصرخ ) يا إلهي ، أنا أحبها و لكن بطريقتي ( ينفعل ) سأتزوجها ، لن ينقصها أي شيء معي ، سأوفر لها كل ما تحتاج ، ستسافر كل دول العالم ، و ستلبس أغلى فرو ، و تتزين بأنفس مجوهرات ، سترى أفضل الفرق الموسيقية في العالم ، سأشتري لها جميع الأسطوانات التي تحتوي على آلة الـمممـ ... ( يهدأ ) إني أتمايل كالأرجوحة عندما أراها ، كأرجوحة لا تملك قرارها ، تتهاوى في الهواء لإسعاد طفلة ستتركها بعد دقائق للعبة أخرى فتتمايل الأرجوحة وحيدة في الهواء ( ينهار على أحد المقاعد ) متى تكف عن اتهامي بأني بلا مشاعر ؟ متى تراني و أنا أتمايل وحدي في الهواء ؟ ( ينعس ) يجب أن اقترب منها أكثر ، سأحفظ اسم تلك الآلة التي تعزف عليها ، إنها آلة الـ ... بمبارا .. لا آلة الـ ... المممـ ... البمببـ ... ( يخفض صوته تدريجيا ثم يغلبه النعاس و ينام )

( إظــــــــــــــــــلام تـدريـجـــــــــــــــــــــــي )











المشهد الثاني : إضاءة حمراء تدريجية على المسرح ، تسمع موسيقى أغنية (sway) ثم يسمع صوت جرس الباب فيستيقظ و كأنه شخص آخر تماما ، بملامح رقيقة و ابتسامة دافئة و قد اختفت كل ملامح الغضب و التوتر التي صاحبته طوال المشهد السابق ، تصاحبه الصفات الجديدة طوال المشهد ، يخلع الـ ( روب ) و يعلقه على الشماعة و يلبس سترته و يقوم ربطة عنقه ثم يذهب إلى المائدة ليشعل الشمعتين ثم يذهب و يفتح الباب .

الشخصية : ( و كأنه يكلمها ) و عليكم السلام .. أهلا أهلا ، تفضلي (برقة) بعد هذا التأخير لا أظن أن حرارة الطعام كحرارة لقائنا ، فأغلب ظني أنه قد تسلل إلى الأطباق برود الوحدة التي كنت أعانيها بدونك ... كيف كان العرض ؟ أراهن بأي شيء على أن جمهور الـ ( أوبرا ) كاد أن يجن بعد مقطوعتكم التي تقدمونها ، إن موسيقاكم هي أجمل ما سمعت أذناي و أجمل ما مس مشاعري ( يصمت و كأنه يستمع إليها ثم يضحك عاليا و لكن برقة ثم يسأل مستنكرا ) لم كل هذا ؟! لأن معهم أفضل عازفة ماريمبا في العالم ، نعم فإن الماريمبا يا حبيبتي تستحيل بين يديك إلى صورة من أبهى صور الطبيعة ، تضبطي بها إيقاع الحياة .. تفضلي بالجلوس ( يذهب إلى المائدة و يسحب لها كرسي و يجلس هو على الآخر ) حتى حياتي أنا لا تحلو إلا بألحانك فإيقاعاتك تنظم نبض قلبي .. يا إلهي كم أنا محظوظ ، آلة الماريمبا أمامي ، تحدثني ، تمسك يدي ، تتناول عشاءا أعددته في منزلي ، تقرأ حروف اللحن من عيناي ، تخصني بأجمل وصلة من العزف المنفرد ، حبيبتي لقد جعلتي إيقاعات الماريمبا أجمل ما في حياتي ، فإنني أتمايل طربا عندما أراكي ، أتمايل كأرجوحة لا تملك اختيارها ، بل تملكه طفلة تريد أن تلهو ثم تتركها تتأرجح الهواء وحيدة ، حبيبتي من السهل أن تجدي ما يسليك بعيدا عني ، فأرجوك لا تتركيني وحدي أتأرجح في الهواء فأنت الطفلة التي طالما حلمت أن نتمايل معا ( يظل لفترة يتفاعل معها و كأنها تحدثه بضحكات و تعابير و إيماءات ) هل لي أن أحظى برقصة ؟ ( يقف من على كرسيه ، يذهب إليها ، يرتفع صوت الموسيقى ، يرقص كأنه يراقصها لفترة غير قصيرة ، تنخفض الموسيقى و تصبح خلفية ) هل سمعتي أغنية تمايلي ؟ .. فكلماتها من أجمل ما سمعت .. حبيبتي .. راقصيني كلما بدأت إيقاعات الماريمبا ، عانقيني ، كما تعانق أمواج المحيط الكسول رمال شاطئها الهادئ ، ارقصي معي مثلما ارقص ، كما تنحني الزهرة مع النسيم ، انحني معي و تمايلي بسلاسة ( يتوقف عن الرقص تدريجيا و يضحك ثم يرتمي على أحد المقاعد و تتعالى ضحكاته إلى حد القهقهة ) ( و هو يضحك ) يا إلهي ، أنت تمتلكين طريقة بارعة في الرقص فأنت تصعدين بي إلى السماء ( يضحك ) إني لا أشعر بقدماي ، قد يكون هناك راقصين آخرين ! لا أعلم ، فلم أكن انظر إلا في عينيك ، لأنك و حدك تمتلكين ذلك الـ ( تكنيك ) الساحر الذي يشعرني بأني قوي كالأسد و ضعيف كالطفل ، حبيبتي ، ابقي معي لتنظمي إيقاعات الأرجوحة و لتحميها من الصدأ الذي تسببه الوحدة ، تمايلي معي لآخر العمر يا حبيبة العمر ، أحبيني، خذيني ، عانقيني ، فأنت حقا تمتلكين طريقة بارعة في الرقص ( ترتفع الموسيقى مرة أخرى و يقوم للرقص ثانية لفترة غير قصيرة ، تنخفض الموسيقى لتصبح خلفية )

الشخصية : ( بفلسفة و قد تخلى عن طريقته الرومنسية ) أتعلمين ؟ .. أنا استطيع أن أسمع صوت الكمان قبل أن يبدأ العزف .. ( يضحك ) حسنا سأخبرك كيف على أن تحفظيه سرا بيننا .. لا تخبري أحدا ! .. أولا ألقي نظرة على مجموعة عازفي الكمان .. يا ألهي أنهم كثر .. بنفس الزي و نفس النظرة الباردة قبل بدء المقطوعة ... إنهم يبدون و هم واضعون آلاتهم على أكتافهم ككتيبة حرب يضع كل منهم بندقيته على كتفه ، صامتين ، ساهمين ، مقبلين على معركة حامية ، إذا سقط أحدهم حملوه البقية ، و قبل بدء العزف مباشرة أنظر إلى أعينهم مرة أخرى فأجد النظرة الباردة و قد تحولت إلى نظرة مشتعلة ، أنظر مباشرة إلى تلك النظرة فاستطيع أن أقرأ صفحة اللحن ، فتصيبني رعشة و أغمض عيناي و اسمع اللحن وحدي قبل أن يعزف ( يصمت و كأنه يستمع لها ، ثم يضحك ) لا تخبري أحدا ( ترتفع الموسيقى ، ثم يتوجه إلى المائدة يسحب لها كرسي و يجلس هو على الآخر ) حبيبتي ، أخيرا ملكت الأرجوحة اختيارها ، فلن تقبل أي من الأطفال السذج مرة أخرى و لا حتى أهاليهم الطفيليين ! و لن تتمايل إلا معك و لن تتأرجح إلا لتسليك أنت وحدك ، إليك آخر أوراقي .. هل تتزوجيني ؟ .... لا ، لا تجيبيني باحمرار الخد التقليدي هذا ، فمنك أنت بالذات أريد أن أسمعها ، أسمعها كما أسمع أبدع الألحان .. اسمعينيها كما تسمعيني إيقاعات الماريمبا ، نعم الماريمبا ، الماريمبا ... الماريمبا ( تعلو الموسيقى و تخفت الإضاءة و هو يكرر كلمة الماريمبا ، تنخفض الموسيقى تدريجيا حتى تتوقف )

( إظــــــــــــــــلام تــــدريـجــــــــــــــــــــي )

المشهد الثالث : إنارة بيضاء ، تظهر الشخصية على نفس الوضع في آخر المشهد الأول ، يلبس الـ ( روب ) و نائم على نفس المقعد ، يستيقظ بشخصية مختلفة ، هادئ ، مستقر ، يغلب عليه العقل ، ابتسامة عريضة تعلو وجهه طوال المشهد )

الشخصية : ( يصرخ بسعادة ) الماريمبا ! ( يضحك ) آلة الماريمبا ، يا له من حلم ، ما أجمل ساعات الانتظار ، يا لغبائي ! إن المسألة أبسط مما كنت أتصور ، فالإحساس الصادق و الكلام الجميل مصحوبين بابتسامة دافئة ، كاف جدا لضمان حياة هانئة و سعادة لا منتهية ، من اليوم سيكون لي نشاطات أخرى بجانب عملي الشاق ،سأحاول أن أكون متذوقا جيدا لأنواع الموسيقى و قد أجلس أمام البحر لا أفعل شيئا سوى تأمل الغروب ، و سأفكر في شراء ربطة عنق حمراء ( يفكر ) لا .. لن يبلغ بي الأمر هذا الحد .. ( مبتسما ) لن ألبس تلك الربطة الحمراء السخيفة ، لكني سأعوض ذلك بتعلم بعد الرقصات

( يسمع جرس الباب ، فيتوجه إلى الباب راقص في رشاقة )

الشخصية : ( من الخارج ) و عليكم السلام .. أهلا أهلا ، تفضلي ..

( يرتفع صوت الموسيقى ، إظلام النهاية )

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مونودراما .. إيقاعات الماريمبا .. لمحمود الشرقاوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيرة الذاتية للمسرحي محمود الشرقاوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيد الفنون :: نصوص مسرحية-
انتقل الى: