حول خطاب أ/ جلال الشرقاوى فى مارس 2010

فى كلمته الهامة بالمجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة بمناسبة اليوم العالمى للمسرح فى مارس الماضى، قدم المخرج المسرحى الكبير جلال الشرقاوى كلمة هامة ومثيره للجدل، ليس فقط لرغبته فى تجاوز تعريفات تقليدية اعتبرت دائما ان المسرح هو مرآة المجمتع، ولكن لانه اعتبر ان المسرح الان يقوم بدور المثير والمحرض لهذا المجتمع (من أجل مجتمع أفضل .. إننا نحرض المجتمع ونثيره : من أجل عمل لكل عاطل .. من أجل لقمة نظيفة لكل جائع .. من أجل سرير لكل مريض)
الشرقاوى الذى تحول مؤخرا الى احد معارضى النظام وتلقى دائما كثير من المضايقات بسبب مواقفه المناوئة المعلنة ، طالب باسم المثقفين بالغاء اتفاقية كامب ديفيد التى كان من كبار مؤيديها ابان عهد الرئيس الراحل السادات
الشرقاوى قدم سردا لمواقفه المعلنة من خلال اعماله المسرحية ، وقدم مجموعة من المقترحات ضمنها فى برتوكول ( ورقة للنقاش تسبق التوقيع على اتفاق محدد)يهدف الى الارتقاء بالعمل المسرحى على مستوى العالم العربى كله
اهم ماجاء به هو مطالبته الملحة بالغاء المسرح التجريبى، والاكتفاء بمسرح المحترفين، ومسرح آخر للهواة والشباب، فى ظل مهرجان المسرح القومى السنوى
وضرورة بناء مسرح فى كل حى يقوم بدور التثقيف والتحريض من اجل مجتمع افضل
هذه مقتطفات من الخطاب:-
أنا لا أزايد على أحد ولا أريد أن أضفى على نفسى دورا خاصا فإن آرائى معلنة وواضحة منذ زمن مضى في كل مسرحياتي التي أخرجتها وأنتجتها من حر مالى على خشبة المسرح ..
لقد صرخت في مسرحية ع الرصيف عام 1987 قائلا : مين اللي سرق مصر وكانت أصابع الاتهام تشير إلى السارقين فى التنظيمات السياسية ..
وفى مسرحية المليم بأربعة أدنت الجهاز الاقتصادي للجماعات المتطرفة الممثل في شركات توظيف الأموال وأعلنت أن هذا الجهاز مثلث ذو أضلاع ثلاث : النصاب والطماع أما الضلع الثالث فهو الحكومة بعينها وذاتها وشخصها .. ففي كل يوم كنا نرى على شاشات التليفزيون الوزير الفلانى يفتتح هذا المصنع والمسئول الفلانى يدشن ذلك المشروع .. وكانت كلها بالطبع دعاية مدفوعة الأجر للترويج لهؤلاء النصابين من أجل خداع البسطاء من الناس ..
وفى مسرحيات الجنزير وانقلاب وعطية الإرهابية أدنت الإرهاب .. ولكني أدنت أيضا النظام في تعامله مع هذه الظاهرة المخربة للمجتمع وأمنه واقتصاده .. وأكدت مسرحياتي أن التعامل يجب أن يكون تعاملا اجتماعيا واقتصاديا وليس تعاملا أمنيا .. فإن إرهاب الفرد لا يجب أن يقابل بإرهاب الدولة وإلا لن تكون النتيجة إلا بحوراً من دماء ..
وفى عام 1992 صرخ الشاعر في مسرحية الخديوى لاعنا الذي باع مصر في المزاد وحتى الهرم وأبو الهول وحتي عبد الوهاب وأم كلثوم لم يسلموا من مزادهم ..
وفى مسرحية دستور يا أسيادنا عام 1995 ناديت بالانتخاب الحر السرى المباشر لرئيس الجمهورية وألا تزيد فترة رئاسته عن فترتين مدة كل منهما أربعة سنوات .. وساعتها حوصر المسرح بقوات الأمن المركزى وتم إغلاقه .. ولولا الاحتجاج الإعلامي الشديد ما تم فتحه بعد ذلك
الخطاب نوقش بين مجموعة من الشباب فى اكثر من تجمع ثقافى ومسرحى ، وقد اتيح لى حضور الندوة التى اقامتها كلية المسرح بالجامعة الامريكية فى يونيو الماضى حول هموم المسرح الخاص والتى تعرضت فى طرف منها الى مناقشة متميزه لهذا الخطاب