سيد الفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيد الفنون

منتدى يعنى بشؤون الفنون المسرحية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات سيد الفنون...تعنى بشؤون الفنون المسرحية...نتمى لكم اجمل وامتع الاوقات

 

  هارولد بنتر وداعاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي العبادي
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 17/07/2010

  هارولد بنتر وداعاً  Empty
مُساهمةموضوع: هارولد بنتر وداعاً      هارولد بنتر وداعاً  Icon_minitimeالسبت يوليو 24, 2010 5:26 am

هارولد بنتر وداعاً

نجاح عبد النور

(رحل الأستاذ الرائع والمبدع والمتفوق دائما على جيل الأستاذة الكبار.. والذي كان ولا يزال غامضا أمام المتلقي البسيط والواعي وصغار النقاد وحتى وللأسف بعض الكبار منهم .. رحل الثائر والهادئ والصامت وصاحب الغرف المغلقة المكتظة بالإبداع.. رحل هارولد بنتر منذ أيام.. رحل ونحن نودع عاما غريبا فقدنا فيه أجمل الكبار…
ليس هذا المقال جديدا, إنه قديم, فأنا لا استطيع أن اكتب عنك الآن إلا أن أرثيك..الوداع يا سيدي)


هارولد بنتر واشكالية الغموض
يعتبر هارولد بنتر الآن وبعد حصوله على جائزة نوبل عام 2005 من أكبر كتاب المسرح العبثي قاطبة، فهو كما يقول الكاتب المسرحي ديفيد هير " إنه واحد من قلة من التلاميذ الذين استطاعوا أن يتفوقوا على أستاذهم الكبير صموئيل بيكت الذي مد جذوره عميقا..

لا شك أن الحيرة التي تنتاب بعض قراء مسرح هارولد بنتر لها ما يبررها فهو مسرح غير عادي ينتقل به المؤلف من مرحلة إلى مرحلة أعمق على طريق تطوره الدرامي وهي مرحله - إذا شئنا الإيجاز-نفسية وتشكيلية معا بمعني أن المؤلف يستخدم خيوط المشاعر والأفكار وسائر التيمات الدرامية بصورة جديدة أو يضعها علي مستويين متقابلين ومتكاملين في الوقت نفسه, المستوي الأول تحليلي ورمزي والثاني تشكيلي وانطباعي يشبه ما يصنعه الرسام الحديث بألوانه فى فترة ما بعد بيكاسو.
وربما كان المدخل الصحيح لفهم مسرح بنتر هو ما سبق من مسرحيات وما تراكم علي مدى سنوات في ذهن بنتر من تجارب في الإخراج السينمائي والقراءة للفيلسوف وعالم النفس الأشهر يونج والفيلسوف الألماني الكبير هيجل. ويقول بنتر نفسه في حديث إذاعي " إن هذه التجارب وهذه القراءات أبرزت له أهمية وجود ما يسميه بالقاعدة الفلسفية التي لا غنى للكاتب عنها إن كان يطمع حقا في التغلب علي الغموض. ومع ذلك فإن القاعدة الفلسفية التي يتحدث عنها لم تفلح في التقليل من غموضه ربما لطبيعة رؤاه الدرامية وربما بسبب الأسلوب الجدلي.
ويقول الكاتب المسرحي والمترجم البريطاني المعروف كريستوفر هاميتون " إن صوت بنتر هو مزيج من القسوة والغموض " والغموض في مسرح بنتر مسالة أثارت ولا تزال تثير جدلاً كبيراً ليس فقط بين من يقرؤونه بل وحتى عند بعض الكتاب المسرحيين أنفسهم ونجد بعض المخرجين مثل بيتر هول المخرج المسرحي البريطاني الشهير يكرس نفسه للدفاع عن ما يسميه بالبنترية أو ما سبق واسماه الآخرون لغز بنتر وكما يعتقد هول فإن بنية النص المسرحي لدي بنتر هي المفتاح الوحيد الذي يمكن بواسطته فهم كل أعماله ومن جهة أخري فإن ما يفعله مقلدو بنتر هو خطأ قاتل, في حد ذاته حين يلجئون إلى تخيل مواقف تجعلهم يظهرون أمام القارئ أو المشاهد وكأنهم فى ثياب تنكرية, ظنا منهم بأن تلك التقنية هي تقنية الغموض التي يتبعها بنتر, وعموما فإن بنتر قد ساهم كثيراً في استعادة المسرح لشاعريته, إنه يقول أشياء من دون أن يقولها وبينما يتندر الآخرون من صمته فإن هذا الصمت يبدو بليغاً إلي حد يضاهي ما يقوله ورغم ما قرأ ناه الآن علي لسان بيتر هول نجد رأيا علي النقيض تماما وهو رأي الكاتبة والناقدة البريطانية جوان باكول وهي واحدة من الذين يطلقون علي مسرحيات بنتر صفات كالأعمال الخطيرة أو التي تهدد بالخطر علي كل العلاقات المتصلة بالوجود الإنساني !

الغموض في مسرح العبث

يقول الدكتور رشاد رشدي في كتابه " فن كتابة المسرحية " إن هناك ثلاثة أشياء تدل على سذاجة الناقد إذا تعرض لمسرح اللامعقول أولها أن يذمه وثانيهما أن يفسره وثالثهما وأسوؤها أن يحاول أن يحدد له معنى أو بالأحرى أن بمنطقه وهنا نجد أن الدكتور رشاد رشدي قد كشف بكلمات بسيطة خالية من الغموض عن أم الداء وسر غموض بنتر وهو ليس بنتر نفسه وإنما القراء أنفسهم بين من يذم ومن يفسر ومن يحاول أن يحدد له معنى. فالتبسيط والسذاجة التي يتسم بها مفهوم الناس للفن من ظهور العالمية أو قل غزو العالمية لمفهوم الفن وبالتالي للأعمال الفنية. وهذا الغزو أصبح يشكل خطراً علي الفن نفسه ومسرح العبث ـ مثل الشعر الحديث ـ هو فالحقيقة دفاع عن الفن, والشكل المنطقي الذي تخضع له الدراما التقليدية خطأ في نظر المسرح الجديد لأنه مفروض علي الحياة وليس نابعاً منها, لذلك فالمسرح العبثي يقوم على الشكل الكيفي لا المنطقي وأي تفسير له يبنى على الشكل المنطقي لابد وأن يكون تفسيراً خاطئاً لذلك إذا تم إلغاء الشكل المنطقي وأحللنا محله الشكل الكيفي من حيث لا وجود للتطور في المسرحية ولا وجود للشخصية بالمعني المألوف ولا وجود للزمن, وإيصال المعني لا يمكن أن يكون عن طريق التسلسل المنطقي أو مطابقة الواقع أو مشابهته كما هو فالمسرح التقليدي أو الإقناع الفكري كما هو في مسرح بريخت, بل عن طريق الهزة الدرامية أو الإنفجارات الشاعرية وما دام الشكل المنطقي غير موجود فالمسرحية لا تمثل قصة تطور بقدر ما تمثل صورة ثابتة تُعرض وهذه الصورة مليئة بالمتناقضات التي تضحك وتبكي هي كالأحلام صورة رمزية، وهي لا يمكن أن تلخص أو تعادل بشيء ولكنها يمكن أن ترمز إلي أي شيء, وهي تمثل الحقيقة لا الواقع ولذلك فلها أكثر من معنى يوحي به ولا يتضح عنها, معنى يحس ولا يستخلص من المنطق المألوف.
الغموض ورأي بنتر نفسه

وإذا نظرنا إلى هارولد بنتر نفسه وما يصرح به بدءاً من خطبة ألقاها في المهرجان الدولي للمسرح الطليعي في بريستول عام 1962حتي نص كلمته للأكاديمية السويدية عام 2005 نجد ما يفسر غموضه ونجده واضحاً وبسيطاً وصريحاً في أغلب ما يقول. يقول بنتر "بدأت ذات مرة كتابة مسرحية بأسلوب بسيط فأوجدت شخصيتين في سياق خاص, ألقيت بهما معا واستمتعت لما يقولانه موجهاً نفسي للأرض. كان السياق بالنسبة لي متماسكاً وذا خصوصية أما الشخصيات فكانت أيضا حية. لم ابدأ كتابة مسرحية من أي نوع من خلال الأفكار المجردة أو النظرية ..وبخصوص اللغة يقول إن اللغة هي عمل شديد الغموض, فغالباً وراء الكلمة المنطوقة يكمن الشئ المعروف وغير المنطوق. إن شخصياتي تخبرني بالكثير بالإشارة إلي خبراتها بما تطمح إليه وبأهدافها وتاريخها, والغموض الذي يحيط بما تقوله هذه الشخصيات هو منطقة تستحق الاستكشاف هو استكشاف إجباري ويقول إن كتابة المسرحيات هي مهمة صعبة لكن الأصعب أن أحاول تبرير هذه العملية.. فالحقيقة في الدراما دائما مخادعة, لن نجدها, لكن البحث عنها غريزي, والبحث هو ما يدفع المغامرة, و البحث هو مهمة القارئ وأكثر من مرة قد يصطدم بالحقيقة في الظلام يتصادم معها أو يحصل منها علي قبس, شكل أو صورة تشير للحقيقة، وفي الغالب لا تشعر أنك فعلت ولكن الحقيقة أنه لا توجد حقيقة واحدة في الفن الدرامي، هناك أكثر من حقيقة وهذه تتحدي بعضها البعض, وتختفي من بعضها البعض, تنعكس, تتجاهل, تتشافى, تتعامي. في بعض الأحيان تشعر أنك ملكت الحقيقة بين يديك وبعدها تتزحلق من بين أصابعك وتختفي."

والحقيقة قد يكون صمت بنتر أحد الأسباب الأساسية في سوء فهمه و رمي الآخرون له بالغموض ولكن الصمت بالنسبة له تواصل قد يكون أفصح وأكثر تعبيراً عن اللغة الضعيفة والعبارات القميئة .. ويقول إن هذا النوع من اللغة هو فشل في التواصل, وإننا نتواصل جيداً في صمتنا بما لا يقل أبداًً عن التواصل بالكلمات. وشيء آخر يبدو واضحاً في سر غموض مسرحيات بنتر وهو حالة العزلة الرهيبة التي تسيطر علي أغلب شخصياته وحالة سوء الفهم في التواصل بين الشخصيات نفسها هي ناتجة عن اغتراب يملأ الشخصيات ويجعلها وكأنها غرف تتحرك, غرف متسلسلة يملئها البؤس, ففي مسرحية " الأرض الحرام " نجد هيرست إحدى شخصيات المسرحية يقول:
" هذه العزلة .. هذا القفر لا يتحرك .. لا يتغير ولا يتقدم في السن .. ولكن يظل إلى الأبد .. كالجليد .. كالجليد .. متجمد .. وصامت "
وفي عام 1981 كتب هارولد بنتر ما يمكن أن يفسر ويحلل ويشرح حالة الغموض – التي قد يراه البعض – في أغلب أعماله فيقول:
" ليس ثمة فوارق صارمة بين ما هو واقعي وغير واقعي ولا بين ما هو صادق وما هو زائف, ليس مهما أن يكون الشيء حقيقيا أو وهميا, لأنه يمكن أن يكون الاثنين معا "

وأيضا ليس مهما أن يكون الشخص حيا أو ميتا حاضرا أو غائبا لأنه يمكن أن يكون الاثنين معا
ومن هنا لن نقول وداعا وإنما إلى اللقاء

نجاح عبد النور

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fnuonmastar.yoo7.com
 
هارولد بنتر وداعاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيد الفنون :: المسرح العالمي-
انتقل الى: