سيد الفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيد الفنون

منتدى يعنى بشؤون الفنون المسرحية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات سيد الفنون...تعنى بشؤون الفنون المسرحية...نتمى لكم اجمل وامتع الاوقات

 

 فتى المسرح العراقي الراحل عبد الخالق المختار في ضيافة سيد الفنون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي العبادي
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 17/07/2010

فتى المسرح العراقي الراحل عبد الخالق المختار في ضيافة سيد الفنون Empty
مُساهمةموضوع: فتى المسرح العراقي الراحل عبد الخالق المختار في ضيافة سيد الفنون   فتى المسرح العراقي الراحل عبد الخالق المختار في ضيافة سيد الفنون Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 12:15 am

يحتفي منتدى سيد الفنون
بفتى المسرح العراقي الفنان القدير
"الراحل عبد الخالق المختار"

مسلطة ضوء بسيط على حياته من خلال
بعض هذه الصور ومقاطع الفيديو والمقالات التي كتبت عنه.
توفيه الفنان عبد الخالق في العاصمة السورية دمشق عن عمر
ناهز 49عاما بعد صراع طويل مع مرض العضال.
[URL="http://www.0zz0.com"][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/URL]



[URL="http://www.0zz0.com"][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/URL]


[URL="http://www.0zz0.com"][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/URL]


[URL="http://www.0zz0.com"][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/URL]



[URL="http://www.0zz0.com"][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/URL]


[URL="http://www.0zz0.com"][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/URL]


[URL="http://www.0zz0.com"][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/URL



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فيديو} مؤثر جداً للراحل عبد الخالق المختار واللقطات من حلقات سيرته الذاتية اللي انعرضت على قناة البغدادية العراقية .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


مقطع فيديو من تغطية رحيل الباشا(الفنان عبد الخالق المختار) على قناة الشرقية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

{فيديو}الفنانين العراقيين يتحدثون عن الفنان عبد الخالق المختار عبر قناة الشرقية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

{فيديو}الفنان العراقي الكبير الرائد يوسف العاني يتحدث عن الفنان عبد الخالق المختار عبر قناة الشرقية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

{فيديو} تغطية لقناة الفيحاء العراقية عن رحيل الباشا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

{فيديو}تشيع الفنان عبد الخالق المختار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


(الفنان الراحل عبد الخالق المختار في سطور)
- ولد في بغداد عام 1960 .
- حصل على شهادة ( البكالوريس ) في الفنون المسرحية / التمثيل
والاخراخ عام 1982 من اكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد .
- حصل على شهادة ( الماجستير ) في الفنون المسرحية بدرجة( جيد جداً )
عام 1989 من اكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد .
- عضو نقابة الفنانيين العراقيين / المركز العام .
- عضو الفرقة القومية للتمثيل .
- عضو مؤسس لفرقة ( ابراهيم جلال ) المسرحية .
- عمل مدرسا في معهد الفنون الجميلة / بغداد / قسم الفنون المسرحية من
عام 1991 الى عام 2001 .
- رئيس فرع التمثيل / قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة /
بغداد / لمدة ثلاث سنوات .
- عمل منتجا منفذاً في حقل الانتاج التلفزيوني الخاص .
- عمل مستشاراً فنيا في قناة البغدادية الفضائية ، وعضو مؤسس فيها .

أهم الاعمال المسرحية :-

سليمان الحلبي – سياسية الفضلات – زمن الرؤيا – جزيرة الماعز –
حلم القرون – اللغبة – الذيب – نجمه – انتيكونا – عندما نبعث نحن الموتى - اصطياد الشمس – حبيبتي دزدمونة – احتفالية الممقل – خمسة اصوات – الهجرة الى الحب – الأحدب – مواويل باب الأغا – المتنبي .

اعماله الأخراجية :-

- اخرج مسرحية ( الخروج دخولا ) للشاعر عبد الحميد الصائح عام 1987
لمهرجان منتدى المسرح السابع .
- تناصف اخراج مسرحية ( ماكبث ) لشكبير مع المخرج شفيق المهدي من
انتاج الفرقة القومية للتمثيل .

اهم اعماله التلفزيونية :-

النعمان الاخير – الهاجس – القلب في مكان آخر – المسافر – الجرح – مضت مع الريح – الواهمون – الدواح – الهرب الى الوهم – الضيف – عشاق – كبرياء وهوى – بركان الغضب – عربة الخوف – قضية الدكتور س – الزمن والغبار – الحارة الزرقاء – حب واحزان – المقتفي لأمر الله – قناديل – الوداع الاخير – بيت العنكبوت – الاصمعي – الطب عند العرب – قبل النزول – لو كنت القاضي – رجل فوق الشبهات – اشهى الموائد في مدينة القواعد – ابو جعفر المنصور – الطوق – القلم والمحنة – مناوي باشا الجزء الاول والجزء الثاني – الانصاف في مسائل الخلاف – وراء الابواب – الملاذ آمن – بيت الشمع – شموع خضر الياس – المصير القادم – السرداب – رياح الماضي – الباشا – الرحيل – الاختطاف – الحيدر خانه.

اهم اعماله السينمائية :-

- فيلم ( الحب كان هو السبب ) انتاج دائرة السينما والمسرح
- فليم ( حكاكه ) انتاج قناة السومرية .

اهم اعماله الاذاعية :-
مثل للدراما الاذاعية مئات الساعات اهمها تجسيد شخصية شاعر العرب الاكبر ( محمد مهدي الجواهري ) .

الجوائز التي حصل عليها :-

- جائزة تقديرية عن إخراجه مسرحية ( الخروج دخولا ) للشاعر عبد الحميد الصائح عام 1987 .
- جائزة الدولة التشجيعية عام 1996 عن دوره في الفيلم التلفزيوني ( الضيف ) .
- جائزة أفضل ممثل في المسرح العراقي لعام 1997 عن تجسيده شخصية الشاعر العراقي الراحل ( حسين مردان ) في مسرحيـة ( خمسة أصوات ) .
- جائزة نقابة الفنانين العراقيين / المركز العام عام 1999 عن مجمل أعماله الفنية .
- الجائزة الفضية في مهرجان القاهرة السادس للإذاعة والتلفزيون عام 2000 عن دوره في التمثيلية الإذاعية ( الخاتم والحب ) .
- الجائزة الذهبية لـ( افضل ممثل ) لعام 2000 في مهرجان تلفزيون العراق الثاني عن دوره في مسلسل ( مناوي باشا ) .
- جائزة الدولة للإبداع عام 2001 عن دوره في مسلسل التلفزيوني ( مناوي باشا ) .
- درع الإبداع في مهرجان القاهرة السابع للإذاعة والتلفزيون عام 2001 عن مسيرته الإبداعية .
- قلادة الإبداع من دار القصة العراقية عام 2002 عن دوره في مسلسل ( مناوي باشا ) .
- جائزة الدولة للإبداع عام 2002 عن دوره في المسلسل التلفزيوني ( الملاذ آمن ) .
- جائزة تقديرية في مهرجان المسرح الأردني العاشر عن دوره في مسرحية ( الهجرة الى الحب ) .

الشهادات التقديرية :-

- حصل على العديد من الشهادات والجوائز التقديرية من معهد وكلية الفنون الجميلة ومنتدى المسرح العراقي ونقابة الفنانين والمسرح الشبابي عن مجمل نشاطاته في المسرح والتلفزيون .
- حصل على لقب أفضل ممثل في العديد من الاستفتاءات التي اجرتها الصحف الأسبوعية العراقية والتلفزيون العراقي .
- نشر العديد من المقالات والبحوث في الصحف والمجلات العراقية والعربية عن الاتجاهات الإخراجية في المسرح العراقي والعالمي .

مع جل التحايا للقارئ العراقي والعربي أينما حل ، أو ارتحل ، أضع بين يديهِ هذه اللمحة الموجزة التي اقتطفتها من بين ثنايا ذلك السِفرْ الفني الحافل بالرقي للفنان العراقي المبدع ( عبد الخالق المختار ) الذي نذر نفسه وأفنى سني عمره وهو يقدم كل ما ينتمي للجمال ، ولجلال الكلمة ، وتجليات الإخصاب الفني ، ورفعة الإبداع ، وسمو الفن العراقي النبيل ، وهو يتعكز على آلامه المبرحة ، التي لازمته كاستدارة الأفق القصي النائي ، وهو يحتضن ملاذ الشمس الطالعة من رحمه النوريّ ، ليبقى طوداً فنياً ، ومعرفياً ، وإبداعياً شامخاً ، وراح يتشبه بنخل العراق الباسق الذي لا يحني قامته المتطاولة النبيلة ، إلا في حضرة ذاك المتسامي في خاصرة التاريخ ، العراق الجليل .


الى رحمت الله




في مديح عبد الخالق المختار

*عبد الخالق كيطان

لم تكن الدراما التلفزيونية العراقية بمعزل عن الظرف العراقي المأزوم منذ عقود، وإن بدت الكثير من تجاربها ميالة للكسل والتراخي حيال هذا الظرف، مع ذلك، وفي لجة البحث عن دراما عراقية خالصة تحاول على قدر اجتهادها أن تبث الأمل والفرح في نفوس الناس العطشى يبرق هنا وهناك نجم أو أكثر من أبطال الدراما العراقية، وكأنهم يخرجون من سنوات العدم، كأبطال أسخيلوس، إلى الحياة وقد دمرت واستبيحت.لقد عاشت الدراما العراقية فترات صعبة في تاريخ عمرها الذي يتجاوز النصف قرن، ولكن الموجة الضلامية التي تجتاح البلاد حالياً تلقي بظلالها الكئيبة عليها فتبدو المحاولات العراقية الحثيثة للنهوض بها محاولات جبارة تتحدى جبال القهر والموت، وإن كنا نطالب بأكثر من ذلك!.
ولا تنفصل الدراما التلفزيونية عن نجومها، فهم الأبطال الذين يتحلق المشاهدون لمتابعة حركاتهم عبر الشاشة الصغيرة، فيقعون في حبهم أو كرهم، مثلما يسعون إلى تقليدهم وتقليد ملابسهم وتصرفاتهم وما إلى ذلك. هكذا تبدو ولادة نجم تلفزيوني جديد صعبة للغاية لما يتطلبه ذلك من شروط عديدة تتوافر في ممثل ما دون سواه.هذه السطور تفيدني في محاولة إلقاء الضوء على تجربة واحد من نجوم الدراما التلفزيونية العراقية، هو الفنان عبد الخالق المختار، وسيرته التي أهلته ليكون كذلك.

لماذا المختار؟
يمتاز الفنان عبد الخالق المختار بعدد من الصفات التكوينية والثقافية ما يؤهله ليكون أنموذجاً للنجم العراقي. فمن حيث التكوين الجسدي يمتاز بطول معقول مع لياقة بدنية مناسبة، كما أن تقاسيم وجهه تصلح كثيراً للتعبير الميميائي الذي تتطلبه عدسة الكاميرا(فوتوغراف، سينما وتلفزيون)، وهو من خلال تلك التقاسيم الميالة للحدة، كما في رسم الحاجبين، يستطيع تقمص الأدوار المصنفة بالشريرة، كما أن أحمرار وجنتيه يحيل إلى إمكانية تأدية دور الفتى اللعوب أو العاشق الولهان أو ما إلى ذلك من أدوار دون أن ننسى عمر الممثل الذي يناور به في مثل هذه الأدوار. كما أن المختار حصن نفسه جيداً، ونقصد التحصين ضد آفات الدراما المعاصرة والتي أهمها الآفة الاستهلاكية مع موجة المسرحيات والمسلسلات التي تملأ أسواق الإنتاج الفني. وكان عمله في تدريس الفنون التمثيليلة في معهد الفنون الجميلة ببغداد لسنوات طويلة بمثابة التمرين المستمر لشحذ الحواس والأدوات على حد سواء.

البدايات:
ولد عبد الخالق المختار في العام 1960 من عائلة متوسطة تسكن أحد أحياء بغداد الشعبية (مدينة الحرية) المجاورة لحي الكاظمية الذي هو أحد أعرق أحياء بغداد الشعبية. بعد سنوات يجد المختار نفسه مندفعاً لدراسة الفنون المسرحية في معهد وأكاديمية الفنون ببغداد، وإذ يحقق التفوق طالباً في المراحل التمهيدية يكمل دراسته فيحصل على شهادة الماجستير في علوم المسرح في العام 1988. وبين المرحلتين، التمهيدية والعليا في دراسة الفن، كان على المختار أن يوقع بدمه في جبهات الحرب مع إيران( 1980_1988)، فعاد منها إلى كرسي الدرس بأثر في قدمه.

أول الخطوات البارزة كانت في السينما، التي كثيراً ما بدت في عراق يتناهبه الجوع والموت مجرد ترف، وربما هذا ما دفع بالساسة لأن يمتطوها حيناً ويهملونها حيناً آخر. قال له المخرج السينمائي عبد الهادي مبارك: أنت بطل فيلمي القادم(الحب كان السبب) ولم يكد عبد الخالق المختار أن يصدق ذلك، فالسينما العراقية غير معنية بما يسمى الوجوه الجديدة، هل تتذكرون في هذا السياق الوجه الشاب صدام كامل بطل فيلم(الأيام الطويله) لمخرجه المصري توفيق صالح؟، لقد أحرقت نسخ الفيلم كلها لأن الوجه الجديد في هذا الفيلم والذي صار صهراً لصدام قد انقلب عليه فاستحق الموت، ومن وراءه الفيلم الي أدى بطولته وصرفت عليه أموالاً طائلة!واجه المختار، وهو الوجه الشاب الجديد هنا في(الحب كان السبب) عدداً من الممثلين البارزين، ومنهم الممثلة سناء عبد الرحمن والممثل جواد الشكرجي، فأجاد في حضوره المؤثر الأول وهي كانت فرصته الأولى الحقيقية للبزوغ، فبزغ.


نماذج:

قرأت أغلب حوارات المختار، ووجدته في كل واحد منها يعود بذاكرته لفيلم( الحب كان السبب)، ثم يعرج على مسلسل(الجرح) للمخرج عماد عبد الهادي ومسرحية(خمسة أصوات) لمحمود ابو العباس والمسلسل الإذاعي الذي يحكي قصة شاعر العرب(الجواهري) لمقداد عبد الرضا، ومسلسل (مناوي باشا) لفارس طعمة التميمي .. خمسة أدوار يردد المختار أنها صنعته، والمرور السريع على هذه الأدوار يفيدنا في قراءة سيرة نجم.فمن بطل ثوري في (الحب كان السبب) إلى بطل مخذول في (الجرح) ثم صعلوك شعر في (خمسة أصوات) فشاعر ملأ الدنيا وشغل الناس في عصره، وكان هذا الجواهري، ثم شخصية البطل البرجوازي الوطني في مسلسل (مناوي باشا).. خمسة أدوار تمتاز بشدة اختلافها عن بعضها البعض وتباين تراكيبها النفسية والإجتماعية وبيئاتها الاقتصادية والسياسية. اختلافات تتيج لممثلها فرصة إشهار مواهبه كما أنها تمثل امتحاناً مستحقاً لتلك المواهب.وما بين هذه الأعمال مختلفة التواريخ ثمة الكثير من الأعمال، خاصة في مجال الدراما التلفزيونية (النعمان الأخير، الواهمون، كبرياء وهوى وغيرها) حتى صار المختار قاسماً في عدد لا بأس به من الأعمال التي فرضت لنفسها حضوراً معقولاً إذا ما تذكرنا الكم الهائل من المسلسلات محبوكة الصنعة ومترفة الانتاج سواء أكانت قادمة من مركز الدراما العربية التقليدية (القاهرة) أو من تلك المراكز الجديدة الصاعدة في الخليج وسوريا.ا

الدراما والتقمص:
ليست الدراما التلفزيونية العراقية بالصنعة السهلة على الاطلاق، وأههم ما يجعل من مهمات الانتاج التلفزيوني العراقي شبه مستحيلة ما يتعلق بالظرف النفسي الذي يعيشه الممثل، ومن وراءه جميع أهل الحرفة، وهو وضع نفسي لا يختلف بشيء عن الملايين من العراقيين على مدى العقود الثلاثة الأخيرة. الدراما التلفزيونية تشترط التقمص الكامل ما يضع المتفرج يعيش في دائرة الوهم التلفزيوني التي تنتجها الدراما، والتقمص الذي يعرفه المشاهدون جيداً عبر نماذج لا عد لها من الأعمال يحتاج إلى استرخاء تام وابتعاد عن أي بؤر للتوتر قد تنحرف بصاحب الدور عن مهماته في الأداء، فمن أين يجيء الاسترخاء للممثل العراقي وهو يعاني منذ عقود في أبسط مستلزمات العيش الكريم؟هكذا كانت مسيرة الدراما العراقية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة مثل مسيرة دب ثقيل الوزن يقتات على النبات البرية فيما يتأمل كل ساعة بلحم يقوي عظمه.عبد الخالق المختار ليس استثناءاً بين المئات من الممثلين، ربما ثقافته كانت أول من ينقذه من ثقافة النمط التي تربت عليها أجيال من الممثلين العراقيين. الدور الجديد الذي يؤديه المختار يمثل له فرصة بحث جديدة يغور من خلالها بأعماق الشخصية وتاريخها وما يجاورها في شبكة علاقات النص. انتبه عبد الخالق المختارلضرورة التقمص في التلفزيون، على عكس ما يتطلبه المسرح، فالتقمص في الدراما التلفزيونية يعد شرطاً لا مناص عنه لنجاح أي عمل، ولقد كان المسلسل الذائع (الذئب، النسر وعيون المدينة) يمثل بحق مدرسة عراقية في التقمص أجاد في تأدية أدوارها فنانون بارزون منهم: خليل شوقي، بدري حسون فريد، سليم البصري، سامي عبد الحميد،مقداد عبد الرضا، محسن العلي، مي جمال، فاطمة الربيعي، محسن العلي، جعفر السعدي، قاسم الملاك، طعمة التميمي وغيرهم.. هذه المجموعة، ويقف من خلفها الفنان الراحل إبراهيم عبد الجليل، كانت تؤسس حقاً لفهم عراقي، غير منقطع الصلة بالفهم العربي والعالمي، للدراما التلفزيونية، ولكن فضيلة هذه المجموعة أنها تجيء بعد سلسلة من التجارب المتقطعة المتناثرة والمتباعدة( جرف الملح، الدواسر، ست كراسي، تحت موسى الحلاق) وغيرها.وبعد عدد من الأعمال، عقد التسعينيات من القرن الماضي، كان عبد الخالق المختار يجتهد يوماً أثر يوم في تقمصات تمثيليلة كرسته نجماً تلفزيونياً عراقياً لا يمكن تجاوزه.

الممثل المثقف:
لقد ولى وإلى غير رجعة عصر الممثل الموهوب لمصلحة عصر الممثل المثقف، ولا نقصد بالطبع أن يكون الممثل دارساً للفن بصورته التعليمية التقليدية، وإنما مصادر الممثل المعرفية. وتكاد الفنون البصرية والسمعية من مسرح وسينما وتشكيل وفوتوغراف وموسيقى من أهم تلك المصادر، ناهيك عن ما تمنحه الثقافة المكتوبة والمقروءة من مديات واسعة في فهم وتأمل الظواهر المحيطة بالفرد. ولقد حصن عبد الخالق المختار نفسه جيداً في هذا الاتجاه، فهو قارئ جيد للشعر والرواية كما أنه متابع حسن لما يستجد في عالم الفنون المرئية. ولقد كتب المختار أكثر من مرة في حقل الثقافة المسرحية كما كتب عن عمل الممثل في المسرح ونشر ما كتبه في عدد من الصحف العراقية. وتتبدى مهاراته الثقافية بشكل واضح في عدد كبير من الحوارات الصحفية التي تجرى معه. ولعل من المفيد هنا الإشارة إلى قراءته للواقع الدرامي العراقي اليوم ، تلك القراءة اللافتة حين يقول لجريدة الفرات البغدادية ما نصه: انا بشكل عام ضد تقديم ثقافة العنف حاليا في التلفزيون، لان الانفلات الأمني الحاصل الآن والارباك الاقتصادي لا يتطلب هنا في هذا الوقت أن نتعامل بهذا الشكل ولا يجوز ان نعرض شرائح من المجتمع العراقي في هذه الفترة وهي تمارس القتل والنهب ويجب أن نرى بصيصاً من الأمل يلوح في الأفق وعندما يستقر الوضع الاقتصادي والاجتماعي نستيطع ان نقدم كل سلبيات الحرب وما خلفته من آثار(الفرات البغدادية بتاريخ 16 كانون الأول 2004 العدد 242). جدير بالذكر أن ما ينتج اليوم من أعمال درامية وجدت في موجة العنف والفوضى التي اجتاحت البلاد بعد التاسع من نيسان 2003 فرصة ذهبية تعوض بها ذلك الغياب، المؤقت كما نزعم، لعروض المسرح الاستهلاكي، تلك العروض التي كانت تسخر من كل شيء على طريقتها الخاصة دون أن تأخذ بنظر الاعتبار اشتراطات المسرح الكوميدي والجماهيري الجمالية، ونحن لا نتحدث عن استثناءات.هذه القراءة الذكية لا تخفي وراء سطورها هماً وطنياً صرف يجتهد في إبراز الجانب المشرق من وجه العراق المدمى وحسب وإنما حرصاً مضافاً على مسيرة الدراما العراقية التي كلما حاولت أن تنهض من سلطة زمن أجوف تتلقفتها سلطات أبشع، وما يحدث اليوم من هيمنة للخطاب الاصولي السلفي وما يرافقه من موجة عنف تجتاح البلاد إنما هو بمثابة محاولة جديدة لقوى الظلام بأن تعرقل النهضة الإبداعية العراقية المرجوة في زمن الحرية.عبد الخالق المختار، يستحق أن يكون مثالاً للنجم العراقي، دون أن نبخس في إمكانية ممثلين نجوم آخرين، وخاصة من نجوم الأجيال السابقة له، أنه نجم ولد من رحم الحروب والموت والخراب محاولاً أن يوزع البهجة على أصحاب القلوب العراقية الكسيرة.

المدى



عبد الخالق المختار: شخصية نوري السعيد من المحطات الفنية المهمة في حياتي..


حوار: عبد العليم البناء

المتتبع لمسيرة الدراما العراقية لا بد ان يتوقف عند اسم الفنان عبد الخالق المختار الذي استطاع تأكيد حضوره بادوار مميزة مازالت محفورة في الذاكرة منذ العام 1978 الذي قدم فيه اوراقه الى اكاديمية الفنون الجميلة ليدرس على اساتذة هم من خيرة فناني العراق امثال بدري حسون فريد وجعفر السعدي وجاسم العبودي وابراهيم جلال وصلاح القصب وسامي عبد الحميد وعبد المرسل الزيدي وشارك أول مرة في مسرحية (كريولان) للمخرج عوني كرومي الذي كان له الاثر الكبير في توجهه نحو الطريق الصحيح اضافة الى تجربته في (الاخوة كرامازوف) لحميد محمد جواد الذي ارشده الى منافذ مهمة في الثقافة والابداع ثم تجربة (مكبث) لعبد المرسل الزيدي الذي قدمه للتلفزيون فيما بعد بدور مهم في مسلسل (النعمان الاخير) للمخرج الاردني موفق الصلاح مع نخبة مهمة من الممثلين العراقيين والعرب..
لتترى أدواره المتميزة في التلفزيون حيث كان ديدنه تقديم الجديد والمؤثر من الادوار والاعمال التلفزيونية ومنها: الجرح، الواهمون، كبرياء وهوى، وغيرها وتوج ادواره بشخصية (جوهر بيك) في المسلسل التلفزيوني الناجح (مناوي باشا) وصولاً الى (الرحيل) الذي قدم فيه شخصية (شاهين ابو سلاسل) و (خريف العنقاء) الذي قدم فيه شخصية (اليوزباشي محمود) و (رياح الماضي) الذي يقدم فيه شخصية (نوري السعيد) حتى صار عبد الخالق المختار قاسماً مشتركاً لمعظم انتاجات الدراما التلفزيونية، فقد ادى عبد الخالق المختار هذه الشخصيات بعفويته وبتلقائيته وابداعه.
عن ابداعاته الدرامية التلفزيونية اثرنا الوقوف لتسليط الضوء على ادواره منتقين ابرزها، محاوري عبد الخالق المختار عنها وهو الممثل النجم الذي جمع الى جانب الموهبة المعرفة الاكاديمية والثقافية التي لا غنى عنهما لاي ممثل فاعل ومؤثر.. سألناه ابتداءً عن دوره في مسلسل (الرحيل) وشخصيته (شاهين ابو سلاسل) فقال:
- هو احد زعامات الماضي ومهرب اثار محترف.. ولديه علاقات بجهات خارجية حيث انه مقيم في اوربا وامريكا منذ سنوات طويلة وقدم الى بغداد في شهر اذار مع بداية الحرب مستغلاً الاوضاع المرتبكة في البلد وبالتنسيق مع عناصر خارجية للتخطيط لسرقة المتحف العراقي.
* وما الذي استهواك لاداء مثل ههذ الشخصية؟
- لانها شخصية ثرية بأبعادها النفسية والاجتماعية كونها مهجرة من العراق منذ سنوات طويلة.. ولذلك ارى ان فيها مستويات ابداعية جيدة للاداء، وقد درست هذه الشخصية دراسة دقيقة للوصول الى معاناتها واهدافها التدميرية المتمثلة بسرقة تراث الامة وهويتها وتهريبها الى المتاحف العالمية تحت ذريعة ان هذه الاماكن امينة جداً.. وقد اثبت استقرائي للشخصية انها لم تكن عراقية خالصة بل لم تكن عراقية اصلاً.
* بماذا تختلف عن شخصياتك الاخرى المشابهة؟
- من حيث الاطار العام فانها تلتقي مع شخصية (صخر) في (الملاذ امن) انطلاقاً من سلبيتها وعملها في مجال التهريب الا انني ارى ان شخصية (شاهين) تختلف اختلافاً جذرياً في كثير من التفصيلات عن الشخصيات السلبية الاخرى.
* لنتوقف عند شخصية (جوهر بيك) في مسلسل (مناوي باشا)؟
- هذه الشخصية ارستقراطية استثمرت نفوذها واحوالها لانقاذ الطبقة المسحوقة وقيادة اول اضراب للعمال في ثلاثينيات القرن الماضي في البصرة، واعتمدت في تفسير وتقديم هذه الشخصية على المقولة الشهيرة (الانسان يموت لكنه لا يدمر ولا يهزم وقد يدمر ولكنه لا يهزم) ودخلت الى عوالمها كدخولي الى بيت جميل وعظيم الا انه خال تماماً لذلك كان علي ان أؤثث هذا المكان بتفاصيل جمالية عبر دراسة ابعاد هذه الشخصية دراسة دقيقة بمساعدة المؤلف والمخرج واعتقد انني قدمتها بشكل مقنع وحصلت عنها على عدة جوائز في العراق ودرع الابداع في مهرجان القاهرة السابع للإذاعة والتلفزيون.
* وماذا عن شخصية (نوري السعيد) في مسلسل (رياح الماضي)؟.. انها شخصية تكاد تكون معاصرة ومازال الكثيرون يستذكرون موقفها ودورها المؤثر في احداث ساخنة من تاريخ العراق السياسي الحديث.
- هي الشخصية المحورية في هذا المسلسل.. فنوري السعيد هو تلك الشخصية التي لعبت دوراً مهماً في الحياة السياسية العراقية منذ عشرينيات القرن الماضي حتى عام 1958، وكانت له حصة الاسد في صياغة سياسة الدولة الخارجية، وهو المسؤول الاول عن اقامة الدولة البوليسية في العراق ولم يكن يعرف الا سبيلين للتعامل مع معارضة الهدايا او القوة، ولقد اعتمد النظام الملكي كلية وتفصيلاً على شخصه، هو رجل بارز بل وعظيم وخلق في غير عصره على حد تعبير احد المحللين السياسيين .. كان همه الحكم وهوايته اللعب برجال السياسة وهو يريد تقرير مصائر الشعوب..كما كان طموحاً متعطشاً للسلطة وواحداً من افضل المساومين وذكياً جداً في التخطيط الى درجة يصعب معها ان يثق به احد تماماً وذا اعصاب قوية جداً حيث قالت عنه (المس بيل): (اننا نقف وجهاً لوجه امام قوة ومهارة قهارة مطواعة ينبغي علينا اما ان نعمل يداً بيد معها او نشتبك واياها في صراع عنيف يصعب احراز النصر فيه.
* وماذا فعلت لاستقراء هذه الشخصية بكل ما انطوت عليه من مقاربات سلبية او ايجابية؟
- لقد قمت بالاطلاع على مصادر عديدة والتقيت مع شخصيات عديدة بغية التوصل الى استنتاجات دقيقة واضاءة جوانب عديدة من هذه الشخصية التي اجدها من المحطات الفنية المهمة في حياتي.. ولقد توصلت الى ان نوري السعيد هو ابن بغداد الوفي وصديق الإنكليز الامين. يشتغل للعراق ويخدم مصلحة الوطن ويجاهد في سبيل حريته واستقلاله ويراعي الإنكليز ويساير اهواءهم ويخوض في سياساتهم فيرضي العراقيين والبريطانيين في ان واحد. كان يثق بنفسه حد الاستهتار وكان يكره النقاش لان النقاش يستنفد منه طاقة بشريه وهو حريص على الا يستنفدها، وكان يكره ان يقال شيء لا يعرفه لانه يعتقد ان الدنيا كلها تنتهي عند معلوماته وكل ما لا يعرفه غير موجود، يقول عنه فاضل الجمالي : ( كان واحداً من افضل المساومين الذين عرفت على الاطلاق، كان يستعمل سحره ومودته لكسب اكثر ما يستطيع لبلاده).
* وهل جذبتك شخصيته بسحرها ومودتها الى حد التماهي فيها؟
- انا سعيد بهذه الشخصية كثيراً وحاولت التوصل الى ابعادها الاجتماعية والنفسية، درسته كانسان وكسياسي وتماهيت في احيان كثيرة وفي مشاهد مثيرة مع شخصيته الجذابة والغريبة والمملوءة بالمتناقضات.
* وفي سياق متصل لنتوقف عند قضية مهمة ربما تواجه الممثلين المهمين، هل يشكل وجود ممثلين ومتمكنين معك عامل تصعيد وتحفيز في الاداء الدرامي؟
- بلا شك فانا اكون سعيداً جداً عندما اقف قبالة ممثل مهم يمتلك حساً مرهفاً وثقافة عالية الاداء لان هذا الممثل الفنان يوفر لي جهداً كبيراً بعكس الممثل الضعيف الذي ابذل معه جهوداً كبيرة للارتقاء بمستوى المشهد والحالة الدرامية لا سيما ان العمل الفني هو نسيج متكامل يحتاج الى عناصر متكافئة لتحقيق التأثير الابداعي المطلوب.


عبد الخالق المختار … حضورا ً مبهرا ً في باحة ِالفن العراقي
* سعدي عبد الكريـم / كاتب وناقد مسرحي
إن ( فن التمثيل ) المسرحي هو شكل من أشكال التعبير عن مجمل المتغيرات والمؤثرات والحالات الإنسانية الآنية والتاريخية ، وهو مناخ تثويري لجل الحالات الانفعالية الداخلية والظاهرية ( الذاتية – الجمعية ) والذي تكمن خلفه جملة من الدوافع القصدية وحيثيات الرغبات الإنسانية المتنوعة والمختلفة باختلاف الموضوعة المُتناولة عبر الخطاب المسرحي ، وهو بذات اللحظة طقس مقدس فاعل ومتفاعل داخل جسد المناخيات الاجتماعية والفكرية والسياسية الحياتية المعاشة ، ويتأتى هذا التطابق الميداني عبر العرض المسرحي ، الذي يأخذ على عاتقة تقديم فرجة درامية جمالية متقدة عبر فيزيقية جسد الممثل وأدواته ومهاراته التكنيكية وملكاته التوصلية العالية الجودة ، لذات الشخصية المراد تجسيدها عبر محافل الإبهار البصري لهذا الفن الإبداعي النبيل (المسرح) بكافة مناشطه التقنية والفنية المحاذية الأخرى .
وتخضع عملية الإبداع هذه ، لجملة من الشرائط والقوانين الى ديناميكية زمن الإبداع ( التجسيد ) وقد تتعداه الى أزمنة أخرى داخل متاهات المُجسِد ( الممثل ) ليظهر لنا جل الخفايا المستترة اللامرئية ، في تكوينات الشخصية الانفعالية وفضاءات الواقع الحياتي المعاش ، وبكونه أيضا مجموعة من الدلالات والإحالات الى كينونات الماضي واستشراف المستقبل ، وهذا هو الجوهر الأساسي والحقيقي لـ( فن التمثيل ) الذي يهدف الى إنتاج فرجة جمالية ممتعة رصينة ، للحصول على أعلى درجة من درجات الاستجابة المثلى من لدن المشاهــد ( المتلقي ) وعلى كافة المستويات الشعبية والنخبوية .
ومن خلال استعراض استقرائي بيلوغرافي موجز عن المُنتج الفني الإبداعي المتنوع الإخصاب للفنان العراقي والممثل المسرحي الفنان (عبد الخالق المختار) سنكتشف بأنه مالَ وبشكل ملفت للنظر ومن خلال مسيرته الفنية المسرحية الحافلة بذلك التنوع ( الثيماتي ) الموزع على وفرة طاقته التمثيلية الهائلة ، وهذا برأينا مرجعه الى حنكة اختياراته الفطنة الذكية المدروسة ، لجملة من الأدوار الصعبة في تكويناتها التعبيرية الأدائية ، والمركبة في طاقاتها وخلجتها النفسية المتداخلة ضمن منظومة التمتع الاحتفالي المنظم في توزيـــع الجهـــــد ( الاحتفالي ) لجل الشخصيات المتنوعة الثرة ، بإسقاطاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والشعبية التي جسدها ، فهو من الممثلين المسرحيين العراقيين القلائل الذين احتفظوا بذلك البريق المشاهداتي ولم يشتتوا جهدهم الفني وأضاعته بالمشاركة بأعمال هابطة فنيا وفرجويا على مستوى المشاركة بالعروض التجارية ، ومنبع هذا يرجع الى إن ( المختار ) وجملة من الفنانين العراقيين الذين هم من جبلته الأخلاقية والفنية ، لم يجازفوا بتاريخ سِفرهم الغني النبيل الحافل بالمَنَعَةِ الأكاديمية والفنية الصرفة ، أو يرهنوا مواطن هزالهم المادي في أحايين كثيرة في أية محطة من المحطات العابرة التي لا تتكافأ مع تاريخهم الفني الغني الرائع والتي لا تسجل او تضيف لهم أي ومضة فنية داخل محفلهم ، بل تحصنوا بدراية علمية عالية ، ونظرة مجبولة بثقتهم بذواتهم أولا ، وباحترام وحب ( خشبة المسرح ) التي انتموا اليها بقدسية مشرفة ثانيا ، والتي منعتهم من الانزلاق وسط أتون ذلك البون الشاسع من المفازات الفاصلة بين الفن الحقيقي ، وبين عملية الإسفاف والظهور المستمر على حساب زيادة دخولاتهم المادية التي لا ( تسمن من جوع ) ولكنها تضعف الذاكرة الجمعية الاستقبالية للمشاهد ، على حساب الفن المسرحي العراقي الحقيقي المشرف .
ولو خلدنا الى استذكار جملة الأدوار الصعبة ذات الطابع المركب والصعب في تجليات التفسير الأدائي التي جسدها ( المختار ) طيلة فترة تاريخ محفله الفني والتي سجلتها الذاكرة ( الصورية – المرئية ) المسرحية العراقية والعربية على اعتبار إن الفنــــان ( عبد الخالق المختار ) من أهـم الأسماء اللامعة التي سجلت لنفسها حضورا مبهرا على خشبة المسرح العراقي ، وعلى المستوى الأكاديمي التدريسي فهو من الأسماء التي افتخرت بها المعاهد الفنية العراقية ، وبخاصة معهد الفنون الجمليـة / بغداد / في تدريسه لمادة التمثيل لأربعة أعوام ، ومن ثم رئيسا لقسم التمثيل بذات المعهد ، وعلى صعيد البحث العلمي الناشط عبر دراساته النقدية في فن التمثيل والإخراج المسرحي ، فقد نشرت له العديد من المطبوعات العراقية والعربية بحوثا ودراسات قيمة في إصداراتها اليومية والأسبوعية والدورية .
وفي محاولة لتقيم ( المختار ) كممثل أجاد في تجسيده للأدوار الصعبة والمركبة ، علينا تسليط الضوء على جملة الشخصيات التي جسدها على خشبة المسرح ، والتي اعتبرتها من وجهة النظر النقدية ادوار من الممكن الإفادة منها وتدريسها ، لا لكون (المختار) أجاد في تشخيصها ، ولكنها ذات قيمة جمالية وفنية فرجوية عالية بتنوع مناخات شخصياتها الموزعة على فضاءات النصوص المسرحية المختلفة .
وهذا التنوع في الأداء التمثيلي في تقديرنا يحتاج الى قيمة أدائية وتفسيرية ناهضة ، ومنابع حسية خصبة في معايشة الدور وإنعاشه من خلال المداولة الحرة في محاضن الشخصية ( المعايشاتية ) الزمكانية المثمرة ، لكي يخرج من جلبابه أولا ليدخل في جسد وزمن ومكان وكيان الشخصية ، وهذا بطبيعة الحال يحتاج الى خاصية متفردة عالية ، ودراية تحليلية فائقة ، ورؤية فنية ثاقبة ، ومعالجة غنية ليخلص الى نتائج مثلى في تقديم مادة قيمة مرئية صورية عالية الجودة ، والحصول على مناخات استقبالية عالية من (المتلقي ) .
وسأحاول استعراض جملة من الشخصيات التي جسدها الفنان ( عبد الخالق المختار ) عبر سفره المسرحي الحافل بالتنوع ، والذي راح عبر مراحله الأخيرة يتعكز على مكامن آلامه ، ليقدم لنا اثراءا صوريا فنيا وتفسيرا مبهرا ، لان هذه الشخصيات تستحق الوقوف أمامها مليا ، لاستذكارها أولا ، ومن ثم لتقيمها من وجهة النظر النقدية ، ولإحالتها ثالثا لنهج ٍ يحتذى به لقيمتها الفنية ومرجعيتها الإبداعية الجمالية في ـ( فن التمثيل ) والتي اعتبرتها تسجيلا بيلوغرافيا ، وملمحا نقديا وعرفانا يستحقه هذا المبدع الحقيقي ، والذي راح رغم هزاله الصحي ، يعتني أيما اعتناء بفنه المسرحي الأصيل ، وعراقيته النبيلة الجليلة .
وحين نقف بإجلال واحترام بالغ أمام ذلك المنحوت السحري ( المسرح ) نستذكـر أداء ( المختار ) لشخصيـــة ( السجان ) في رائعة المبدع الكبيـر ( فاضل خليل ) في مسرحية ( اللعبة ) للكاتب ( بيير روديه ) من إنتاج الفرقة القومية للتمثيل حيث تم عرض المسرحية على هامش مهرجان القاهرة التجريبي التاسع ، ونالت استحسان الجمهور المصري ، ووقف النقاد عندها مليا ً .
ومن ثم أداءه لشخصية ( شريف ) وهو اسم الأديب والشاعـر العراقـــي الراحــل ( حسين مردان ) في روايـة ( خمسة أصوات ) للروائي العراقي الكبير ( غائب طعمة فرمان ) أعدها للمسرح المبدع (عبد الوهاب عبد الرحمن) وأخرجها ذلك المثقل بالترف الفني ( محمود أبو العباس ) لقد كانت هذه الشخصية محطة مهمة من المحطات الأدائية الرائعة في السفر الفني الغني للفنان ( المختار ) لأنها لامست ذلك الشغف والهوس ، بل الجنون الخصب الذي يعشش بداخله ، ولان تلك الشخصية كانت قريبة جدا من نفسه ، فقد ابهرنا بحضوره المميز ، وبتلقائية فائقة فوق خشبة المسرح ، فقد حصل من خلال أداءه لهذه الشخصية على جائزة المسرح العراقي لعام 1998 ، وحينها التفت القلم النقدي العراقي التفاتة مبهرة إزاء هذا الأداء الراقي وإزاء هذا العمل المسرحي بالكلية برحبة أستقبالية عالية ، وبكثير من الأهمية واعتبـره الكاتب ( محمد الجزائري ) على انه ثورة في الوعي .
وفي أداءه لشخصية ( المدهون ) تلك الشخصية الظريفة ، التي كانت من أروع المحطات في تاريخ ( المختار ) الفني ، وهي ذات دلائل مهمة وعميقة ، حيث ولج من خلالها الى فرقة المسرح الفني الحديث ليقف على خشبة المسرح أمام العملاق العراقي والممثل العتيد ( سامي عبد الحميد ) والراحل الكبير ( خليل شوقي ) والرائعة الرائدة ( زكية خليفة ) كان ذلك في مسرحية ( الذيب ) التي أعدها وقام بإخراجها الفنان المبدع ( عبد الأمير شمخي ) لقد حقق هذا العرض المبهر نجاحا كبيرا في ذاكرة المسرح العراقي ، وفي أجندة ورصيد المختار الفني لأنه استطاع من خلال هذا العمل النفاذ الى معترك الدراما التلفزيونية حيث فتحت له آفاق جديدة للعمل الفني ، ولمس المخرجون بتنوع انتمااتهم الفنية من خلاله انه يخبأ تحت عباءاته الفنية ممثلا مجيدا . حيث رشح من خلال هذا العمل لجائزة أفضل ممثل عن الشباب لعام 1987 ، كانت شخصيـــة ( المدهون ) بتكوينها الدرامي الثر الجميل ، شخصية ( تراجيكوميدية ) نجح ( المختار ) في تجسيدها ، وكان اعتراف النقد المسرحي والمعنيون حينها بملكاته الأدائية دليلا على استمرار خصبته التمثيلية الوافرة .
وكانت شخصية ( كريون ) في مسرحية ( انتيكونا ) لـ( سوفوكليس ) من الشخصيات التي أداها ( المختار ) ببراعة ، حيث حظيت بمشاهدة عالية من قبل الجمهور ، واثنى عليها النقاد ، حيث أشاد بها الناقد ( د. جميل نصيف ) وكان العمل من إخراج المبدع (عبد الوهاب عبد الرحمن) حكت المسرحية بمضمونها عن ( كريون ) طاغية ( ثيبيا ) وزعيمها الأوحد ، عرضت المسرحية في مهرجان بغداد للمسرح العربي الثاني كما وقدمت على مسرح معهد الفنون التجريبي بأسلوب كلاسيكي بحت ، وشكل جمالي صوري مبهر .
جسد ( المختار ) شخصية ( صبري ) في مسرحية ( نجمة ) للكاتب العراقي الكبير ( يوسف العاني ) وإخراج المخرج العراقي الكبير ( سامي عبد الحميد ) وهي من إنتاج فرقة المسرح الفني الحديث ، وعرضت على مسرح المنصور ، صمم الديكور لها الفنان التشكيلي المبدع ( نجم حيدر ) ومن الممثلين الكبار الذين أبدعوا في هذا العمل الثر الفنان المبدع ( حكيم جاسم ) والفنانة المبدعـة ( سهير أياد ) والفنانة الرائدة (زكية خليفة) والعملاق ( يوسف العاني ) والعملاقة ( سليمـه خضير ) والفنانة المبدعة ( حميدة العربــي ) والفنان المبــدع ( كافي لازم ) وكان العرض يمتاز بحضور نخبة من الفنانين والنقاد ، وحشد كبير من الجمهور .
أدى ( المختار ) شخصية ( اولفهايم ) صائد الدببة في رائعة النرويجي ( هنريك أبسن ) ( عندما نبعث نحن الموتى ) عرض العمل على مسرح أكاديمية الفنون الجميلة التجريبي وكان من اخراج الطالب المطبق ( نمير بيري ) في حينها كان ( المختار ) طالبا في ذات الأكاديمية لنيل شهادة ( الماجستير ) .
ومن الشخصيات التي جسدها ( المختار ) على خشبة المسرح نقف عل بعض من أعماله كشخصية ( استيته ) وهي تجسيد لشخصية ممثل الملك في مسرحية ( اصطياد الشمس ) للمخرج الكبير ( سامي عبد الحميد ) عرضت على (بلاتوه) دائرة السينما والمسرح / بغداد .
وشخصية ( عطيل ) في مسرحية ( حبيبتي دزدمونة ) للكاتب والمخـرج المبدع ( سعدون العبيدي ) عرضت على مسرح الشعب في مهرجان بغداد المسرحي وقد شاركه الأداء في هذا العرض الراحل الكبير ( د. عبد الأمير الورد ) والفنانة المجبولة بالجنون المسرحي ( أحلام عرب ) والفنان المبدع الرائع ( محمد طعمة التميمي ) وحاز العرض على استحسان النخبة والجمهور .
شخصية ( علي صقر اوغلي شان ) في مسرحية ( الهجرة الى الحب ) للكاتب العراقي المبدع الثر ( أحمد هاتف ) وإخراج المخرج المبدع ( فلاح إبراهيم ) لقد جسد ( المختار ) شخصية ( علي شان ) تجسيدا تكوينا غنيا عبر رحلة حياته المضنية بكونه حاصلا على شهادة الماجستير في التاريخ ، وكذلك ضابط احتياط سقطت يده في الحرب سهوا ، ثم غادر وطنه لأنه لم يكن يملك ثمن تأشيرة السفر ، بعدها عمل في كل شيء ليسد رمقه ، ولكي يبقى حيا ، حتى انتهى به المطاف ليعمل بوابا في ملهى ليلي ، ينتظر بنات الليل والمتبطرين واللصوص ، حتى أتهم وهو في منفاه خارج وطنه بأنه يعمل لصالح المخابرات العراقية ، فيبعث مخفورا الى بلده ليتهم بالتخابر مع جهة أجنبية ، قدم العرض على مسرح الرشيد ببغداد لحساب الفرقة القومية وحقق نجاحا كبيرا ، على جملة الأصعدة المشاهداتية ، وحينما سألت ( المختار ) شخصيا حينها عما أضافت له هذه الشخصية في قيمة سجله الفني ، قال لي بهمس مسموع .
( أنا .. أنا جد ُمفتخر ومعتز لأدائي هذه الشخصية ، لثرائها الوجداني ) .
شخصية ( الأحدب ) المأخوذة عن رواية ( أحدب نوتردام ) أعدها الكاتب العراقي المبدع ( علي حسين ) وأخرجها المبدع ( فلاح إبراهيم ) وعرضت على مسرح الرشيد ببغداد ، ليوم واحد فقط ، لان ( المختار ) كان قد سقط مغشيا عليه بعد نهاية عرض الليلة الأولى ، بسبب تدهور حالته الصحية ، وقد أسرني حينها بأنه كان يشعر بالحيف الكبير ، لان ذلك المرض اللعين ، لم يشفي غليله الفني ويشبع ذلك الترف الجمالي الأخاذ المتعلق بخشبة المسرح ، نعم انه المرض ، الذي حال بينه ، وبين عرض هذه ( المونودراما ) الجملية التي كان الممثل الوحيد فيها ، لليلة عرض واحدة .
شخصية ( شاهين ابو قامة ) البطل الشعبي في مسرحية ( مواويل باب الاغا ) التي أعدها الكاتب المبدع ( عبد الوهاب عبد الرحمن ) عن مسرحية ( اوبرا القروش الثلاثة ) لـ( برشيت ) وأخرجها المبدع الكبير ( فاضل خليل ) وهي من إنتاج للفرقة القومية للتمثيل وعرضت المسرحية على خشبة المسرح الوطني ببغداد ، ولاقت إقبالا كبيرا .
تجسيده لشخصية ( المتنبي ) في عرض مسرحي كتبه المبدع ( علي حسين ) وأخرجه الفنان المخرج المبـدع ( جبار المشهداني ) المسرحية تتحدث عن اغتيال شارع المتنبي ( تفخيخا ً) من قبل الجهلة الذين لا يفقهون من الكلم إلا اللمم ، ذلك الشارع الذي كان عاصمة للثقافة العراقية في كل الأزمنة المعرفية ، الذي رسخ كالطود في الذاكرة العراقية الجمعية ، والجميل في هذا العمل المتميز هو حضور الشاعر الكبير ( المتنبي ) شخصيا الى الشارع ليشاهد بأم عينيه ملامح تلك المجزرة التي اقترفت بحق الإنسانية وفضاءات المعرفة ، وليقف على كل ذلك الهول من الدمار الذي حاق بالثقافة والحضارة البغدادية والعراقية ، كما وعرضت المسرحية مع لوحات لفرقة الفنون الشعبية على خشبة المسرح الوطني ببغداد وعلى مسبح الشيراتو ن في ( مهرجان المدى الثقافي ) في محافظة اربيل , ولاقت حضورا جماهيريا ملفتا ، وعيون نقدية منصفة ، إزاء الإكبار لروح هذا العمل لتعرضه لهذه المجزرة الوحشية .
أما على صعيد التمثيل على الشاشة الصغيرة والسينما والإذاعة فقد كان له الحظ الوافر والحضور الإبداعي الفني المتألق فقد جسد شخصية ( جوهر بيك ) تلك الشخصية البرجوازية الوطنية ، التي نذرت أموالها ونفوذها لإنقاذ الطبقة المسحوقــة الفقيـرة ، وقد جسدهـا ( المختار ) بشيء من الترف الدرامي ، وراح يمتطي الاسترخاء ذلولا له في إيصال هذه الشخصية لبر الأمان الاستقبالي والاستجاباتي من قبل الجمهور والعيون النقدية ، هذه الشخصية حاك مفاتن تطوراتها الدرامية المبدع البصري ( علي صبري ) ضمن أحداث المسلسل التلفزيونـــي ( مناوي باشا ) بثلاثة أجزاء قام ( المختار ) ببطولة اثنين منها واعتذر عن الثالث ، وكان العمل من إخراج المبدع العراقي ( فارس طعمه ) .
تُعد شخصية ( جوهر بيك ) من الشخصيات الثرة الأبعاد ، والغنية بتفاصيلها الدقيقة ، مـَثلَ المسلسل العراق في مهرجان القاهرة السابع للإذاعة والتلفزيون عام 2001 وحصل ( عبد الخالق المختار ) عن دوره في هذا المسلسل على درع الإبداع في المهرجان مع نخبة من الفنانين العرب الكبار أمثال (احمد زكي) و(ميرفت أمين) و ( ناديه لطفي ) و( عبد الرحمن ابو زهرة ) و(منى واصف) و( ايمن زيدان ) والفنانة العراقية الرائعة التي أسميتها حينها بـ( الطائر العراقي الأبيض ) ( شذى سالم ) ومن ليبيا ( خدوجه صبري ) ومن الملفت للنظر بان ( المختار ) قد حصل على ذات الدور على جائزة الدولة للإبداع وجائزة التلفزيون وشهادات تقديرية عديدة ، ولقد حصد هذا المسلسل فسحته المشاهداتية الواسعة على المستوى الشعبي ، والنخبوي , والنقدي .
كما جسد شخصية ( أسامة بن عابد ) احد متصوفة بغداد آبـــان حكم المقتدر العباسي ترك البلاط بعد أن ضاقت به مظالم الحكم وجور السلطان ليعيش في الصحراء مع تلامذته ويعيش في محراب الرب ، بعشق أزلي ، ويبكي باستغفار آدمي تاركا خلفه الحرير والشراب وما طاب من المأكل ، ليعتاش على رغيف خبز يابس وشربة ماء ، جسد ( المختار ) هذه الشخصية ضمن أحداث مسلسـل ( القلم والمحنة ) للكاتب العراقي الرائع ( فاروق محمد ) ومن إخــراج المبدع ( قحطان عبد الجليل ) .
وشخصية ( سلمان ابو جلدة ) لص وصاحب سوابق وخريج سجون في المسلسل البوليسي (رجل فوق الشبهات) للكاتب المبدع الكبير ( صباح عطوان ) وإخراج الفنان العراقي المبدع ( جلال كامل ) وقد حاز هذا المسلسل على إعجاب جماهيري واسع ولافت للنظر حيث تسمرت العيون أمام الشاشة الصغيرة لمواكبة أحداثه الثرة ، لتوافر عناصر التشويق بثيمته ، وهذا ما يؤكد برأينا على إن هذا العمل الثر ، كان يحمل داخل نسيجه الدرامي ، مقومات النجاح تأليفا وإخراجا واداءا .
وفي شهر رمضان الفائت اطل علينا ( المختار ) ليمتعنا بأدائه الرائع ، المتواشج بالحضور المتميز الحقيقي ، والمغلف بذلك التصوير المُتخيل المدروس الأخاذ ليسطر لنا مناخا تفاعليا مع تلك الملامح التي راحت تحاكــي ملامح الشخصية الحقيقية للباشـا ( نوري السعيد ) رغم ملاحظاتنا العديدة على المؤلف ( فلاح شاكر ) الذي سطر اسمه على لائحة ( التايتل ) بصفته كاتبا لـ ( القصة والسيناريو والحوار ) وبذا صادر والغى ابتدءا اعتماده الكلي على المصادر الوثائقية البيلوغرافية للوقائع التاريخية ، وفي رأينا إن هذا المسلسل قد أنقذه من حبائله الطويلة السردية المملة المكررة ، رقيّ وعظمة (الممثلون العراقيين) ويأتــي على رأسهـم ( عبد الخالق المختار ) في أداءه لشخصيـة ( الباشا ) ( نوري السعيد ) رئيس الوزراء العراقي الأسبق والسياسي الأكثر جدلا ، والأوسع شهرة ، والأعمق خصوبة وثراءا في طريقة التناول التاريخي ، وفي تقدرينا النقدي الذي مارسنا باحة وسعته طويلا ، ان هذا المسلسل غرق في وحل خطواته الوئيدة التي راحت تحبو لاهثة خلف انتماءات الدراما التلفزيونية العراقية حتى سقطت تحت مقصلة ( الليوكشن الدمشقي ) ولم أشم أو استنشق البتة عبق وأريج جدران بغداد القديمة الجليلة ، أو المس عبر المُتخيل المرئــي المتصور او المحكي لهجة ( البغادة ) الأصلية ، ولم أملأ رئتي من شذى أبوابها الخشبية الممزوجة برائحة أهلها الطيبين ، وحتى شريعة الرصافة التي يتطاير عبقها من ذلك البعد القصي داخل مفاتن النفس وخلجات الروح البغدادية ، لقد كانت شريعة ( حلبية ) خلت من رائحة نهر دجلة الخالد ، رغم إن المخرج المبدع ( فارس طعمه ) الذي أدهشنها حقا بملحمته الفائتة ( مناوي باشا ) راح بقدراته الفنية الرائعة والراقية ، وملكاته التقنية العاقلة ، أن يقرب العمل من مخاصبه التاريخية البغدادية والعراقية ، لكنه للأسف ( عبثا حاول ) .
وأنا شخصيا انحني إجلالا في حضرة هذا الملاذ الكبيـر ( الممثل العراقي ) الذي يرتقي بنا دائما ، لينقلنا الى متعة الفرجة الجمالية الراقية ، وينقذنا في أحايين كثيرة من مهازلنا الدرامية التي لا يدرك كتابها ، او يفقهون بان ( الدراما ) قبل وبعد كل شيء هي ( فعـل ٌنبيـل ٌ تـامْ ) وفرجة جمالية ممتعة تنتمي لمواطن ومكامن خلجاتها الحاضرة والتاريخية الأصلية بجل تفاصيلها الفاعلة والمتفاعلة مع الحضور الفرجوي المجت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fnuonmastar.yoo7.com
 
فتى المسرح العراقي الراحل عبد الخالق المختار في ضيافة سيد الفنون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسرح العراقي .. البدايات وأكثر الفرق شهرة
» لماذا سيد الفنون
» رسالة الراحل الكبير سعد الله ونوس
» المسرح والمجتمع
» المسرح الشعري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيد الفنون :: المَسْرًح الإلكْتُروُنِي والفنوُن البَصَرِية-
انتقل الى: